حوار: أنا والسرطان...ميمي أحمد قدري
أنا: ما بالك أيها السرطان اللعين!!؟؟
تقتحم أجساد الأحبة وتعشش فيها ولا تغادرها إلا بعدما تسلب أرواحها!! مااااااا بالك تُفقدنا حلاوة الدنيا وتقصينا عنها!!
السرطان: أنا داء من الله خلقنى ربي ... وخلق دوائي.
أنا: دواؤك ... تقول دواؤك!!!... أين هو؟؟... تدخل فتعذب وتنهك من تستولى على جسده... تدخل فتستعبد خلايا الدم .... تستوطن أعضاء الجسد...تؤلم من يستقبلك... تموت بسببك الزهور والزنابق الصغيرة..... حتى ريحانتى الجميلة تموت بسببك.
السرطان: أنا ضيف ....في دمائكم وأجسادكم ... كما أنتم ضيوف في الدنيا.
أنا: أنت ضيف ثقيل قاتل ...فتااااك ... يفترس أغلى ما نملك... لا نريدك ... ابتعد لا تقترب.
السرطان: ها ها ها!!
أنا: أعجب منك كل العجب .... تضحك!!؟؟
السرطان: نعم أضحك أنت لا تفهمين ..... ولا تستوعبين.
أنا: أنت مثل الأفعى ترقص على صدى صراخنا ودوي آلامنا وتقترب بدون أن نشعر ... وفي لحظة تلتف حول أجسادنا وتضغط بكل قوتها لتخنق بداخلنا الروح.
السرطان: أنا مخلوق أمرنى ربي أن أتقرب من بعضكم وليس كلكم ..أقول لك أنت لا تفهمين ....هاهاها!!!
أنا: يا ويلي ... كيف تقول هذا ؟؟.... الله هو العدل لا يرضى بعذاب عباده ونحن عباد الرحمن.
السرطان: الله يحبكم ... يريدكم طائعين.... مستغفرين ....ذاكرين.
أنا: أعلم ....أعلم ...أعلم.
السرطان: انصتي لي ياسيدتى الجميلة... أشرح لك.
أنا: تكلم فكلي أذان صاغية.
السرطان: أنا مخلوق مثلكم... الله يأمرني أن أنعم على بعضكم بوجودي... بدمه ... وجسده وأعضائه..أنت تعلمين يا سيدتى .أن الدنيا بوابة مرور.....والأخرة هي المستقر وهي الدار الدائمة..... كلكم تموتون...... منكم من يموت بدون أن يشعر أو يستعد لأن الساعة بيد الله سبحانه وتعالى.... ومنكم من يلاقي ربه خالي الوفاض ... لا زاد ولا زواااااد....
من يختاره الله لكي أجالسه وأكون ونيسه في الدنيا يعلم أن ساعته قد حانت ولا مفر منها.... فيستعد ويملأ حقائبه بالتقوى والعمل الصالح .... يا سيدتى ..... هل أنا نعمة أم نقمة؟؟
من قال لك اني لا أتعذب لعذاب من يستقبلنى ..... أتعذب ولكن عذاباً مؤقتاً لأنى أعلم أن من يموت بي ومن يموت بسببي فهو شهيد .... شريطة أن يرضى بقضاء الله ولا يتذمر أو يتبرم.....وهنااااك في الدار الآخرة سوف ينعم بالراحة ... سوف يتمتع بكل ما حلم به وما لم يحلم به...أعترفي الأن اننى نعمة لا نقمة...اعترفي أنني بلاءعظيم ومن يبتلى بي له غفران أعظم.
أنا: صدقت ... صدقت ... حقاً لم أفهم ولم أستوعب...
فأنت بلاء من الله والصبر عليك اشتهاء للجنة والشهادة.
انتهت....
وإلى لقاء يتجدد مع....ميمي أحمد قدري
القاهرة في تشرين الثاني 2010