امرحبا لاجمل اعضاء باجمل منتدى
نور بنت تحلم ان تصبح دكتورة
القصة توضح معاناة اهل غزة وهي قصة حقيقية
كانت تجلس لوحدها بعيداً عن الآخرين وتضع على فمها وأنفها كمامة ، وقتها كنت أبحث عن طفلة لأجري معها المقابلة ، وأنقل لكم حكايتها وحكايات الكثير من أمثالها الذين يسكنون معنا في غزة ، ولكن لا يعرفهم إلا من يشعر بنفس آلام الذي يعشوه ، وفجأة أختفي حسام من جواري ووجدته يجلس بجوار نور ويسألها أين أهلك ..؟؟ لأنها كانت تجلس وحدها
نور الهبيل التي تدخل عامها السادس خلال الأيام القادمة من سكان مدينة غزة ومصابة بمرض (الثلاسيميا) كانت تجلس لوحدها في أحدي أطراف قاعة (مستشفي عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال – بغزة ) التي جرى فيها مهرجان (بسمتكم أحلي عيد ) قالت :" أنه لديها ثلاث أحلام تتمني أن يأتي العيد القادم وقد تحققت الأول وأن تعافي من مرضها وهو الحلم الأساسي لها أما الثاني هو أن تدرس ولتكون دكتورة متفوقة وأم الثالث هو أن تعالج أطفال وخاصة من يحملون نفس مرضها ".
رأفت الهبيل والد نور جاء مسرعاً اتجاهناً خائفاً على ابنته عندما حملنها لنصورها وهي تلعب مع الأطفال في المهرجان وخاصة المهرج ، في البداية كان خائفاً عليها لأنها كانت قد أجرت عملية زرع نخاع قبل أشهر ويجب أن لا تتحرك كثيراً ويمنع عنها أشعة الشمس وهواء البحر .
الثلاسيميا كلمه يونانية الأصل تعني فقر دم منطقة البحر الأبيض المتوسط وهي من أهم أمراض الدم الوراثية الانحلالية - التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء- الشائعة على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص .
يقول رأفت الهبيل والد نور :" تعاني نور من مرض فقر الدم (الثلاسيميا) حيث تم اكتشاف ذلك في عام 2006 بعد إجراء الفحوصات اللازمة لها بدأت نور تخضع للعلاج من خلال تزويدها بوحدات دم إما في مستشفي النصر أو الرنتيسي بمدينة غزة ".
وأوضح الهبيل أنه كل أسبوعين أو شهر كان لا بدل أن تزور نور المستشفي لتزويدها بالدم مما يضاعف معاناتها فهي طفلة وجسمها لا يحتمل الألم مشيراً أن معاناتها لا تقتصر على نقل الدم وإنما تصل أعلي درجاتها عند نقل (مكسر الدم) عن طريق الوريد حيث يبقي المحلول مدة 12 ساعة معلقا في يدها مؤكدا أنه بعد معاناة طويلة وتنسيق تمكن من نقلها إلي داخل الخط الأخضر لعلاجها .
وأضاف " ان ابنته أجرت عملية زرع نخاع في 4-3-2010 داخل الخط الأخطر في مستشفي تل شومير تبرع لها فيه أخوها شارحا المعاناة الصعبة جداً علي نور وأمها التي رافقتها حيث مكثت نور قبل دخولها العملية مدة عشرة أيام تتلقى جلسات كيماوي حتي تصل المناعة عندها لدرجة الصفر ليتقبل جسدها الجسم الجديد الذي سوف يزرع لها " .
وتابع :" مكثت نور بعدها فترة ما يقارب 60 يوماً داخل غرفة عزل في نفس المستشفي ثم عادت إلي غزة وقد كتب لها كل أسبوعين مراجعة المستشفى داخل الخط الأخضر ولكن لم تنتهي المعاناة فحياة نور مرتبطة الان بقبول أورفض المستشفي الإسرائيلية التي تم تحويلها إليها ومن المفروض أن تتم المراجعة في نفس المستشفي التي أجريت فيها العملية ".
محمد القطاوي مسئول العلاقات العامة في معهد بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات الجهة الراعية لمهرجان (بسمتكم أحلى عيد ) قال :" نؤمن في بيت الحكمة أننا كفلسطينيين يجب أن نكون بصف واحد ، فوجودنا اليوم بين الأطفال الذين لا يستطيعون الخروج من داخل جدران المستشفي بسبب الأمراض التي يحملونها (السرطان – الثلاسيميا - ..) يأتي لمشاركتهم فرحة عيد الفطر، خاصة وأنهم في غزله عن العالم الخارجي نتيجة أوضاعهم الصحية".
وتابع القطاوي الذي أخذ يرسم على وجوه الأطفال صوراً وأشكال فنية لإدخال الفرحة في قلوبهم :" وأن أرسم بسمه على شفاه طفل مريض أعتبره نجاحا في حياتي فالأطفال هو البراءة ولأطفال غزة وضعهم الخاص الذي يختلف عن باقي أطفال العالم فالحالة النفسية لهم صعبة جراء ما شاهدوه وعانوه من مشاهد لا يتحملها الكبار خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة إلي جانب الحصار .
وكانت إسرائيل قد فرضت حصاراً على قطاع عزة بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في 2006أتبعته حرباً واسعة النطاق 28 سبتمبر عام 2008 أطلق عليها (الرصاص المصبوب) أدت إلى مقتل 1400 فلسطيني وإصابة آلاف آخرين.
وأوضح القطاوي الذي اعتبر أن ثاني أيام العيد الذي نظم المهرجان فيه هو اليوم الأول بالنسبة له مؤكداً أن الفرحة لا تقتصر على إسعاد الأطفال الحاملين للأمراض فقط إنما تصل إلى أهالي هؤلاء الأطفال قائلاً :" لقد شاهدنا الفرحة في عيون أهالي الأطفال وهم يشاهدون أطفالهم فرحانين ويلعبون مع المهرجين ويستمعون وينشدون مع المعني خلال فقرات الغناء ".
جهاد داود عضو مجلس إدارة في مؤسسة خطوة الشبابية الجهة المنفذة لمهرجان (بسمتكم أحلى عيد ) قالت ": هذا المهرجان هو الثالث الذي تقيمه المؤسسة على مدار ثلاث سنوات بالتعاون مع بيت الحكمة ونهدف منه إلى رسم البسمة على شفاه شريحة من الأطفال الفلسطينيين الذين لا ينظر إليهم احد ومعزولين عن العالم الخارجي ".
وأوضحت داود أن اليوم (ثاني أيام العيد ) أضاف شيئا جديد الى حياة هؤلاء الأطفال بدأ من اللحظة الأولي لدخولهم قاعة الاحتفال وحتى توزيع الهدايا عليهم حيث خرجوا من إطار الحياة العلاجية اليومية لهم معبرة عن سعادتها الشديدة وهي موجودة في مكان سكنت الفرحة جدرانه .
نور .. بعيداً عن الجميع ..