ملح.. وحجارة
وأكوام من جثث.. وبقايا منهارة
آه يا فلسطين.. أمامك كل ألم لا يلين!
ما عاد .. في الخجل.. بقايا
والمنايا تطوف في مدائنك الجميلة
والأشجار نار
والزيتون صار انتحار!!
ما عاد في الشجب والاستنكار.. كلام يقال..
نكتب نحن يا فلسطين على البحور.. ودمعك .. يكتب مقاومة
ومن عنابر السجون.. ثورة تسخط على هذا الجنون
تفوح رائحة للجهاد..
آه يا فلسطين.. ماذا نقول؟..
والكلام.. ممنوع
والبوح ممنوع..
والفعل مرفوع..
لا نملك سوى كلام.. فهل عساك تغفرين؟
(2)
الأرض .. والحضارة..
وصوت الأذان ما زال ينتظر ان تتقد الشرارة..
وكلنا نائمون..
يا فلسطين.. من بحار النزف وأنهار الجرح..
قلبي يسبح في خناجر الطغاة..
وأنت تقتلين..
كيف أزيح بوجهي؟.. عن معطف الدين.. وهو.. يناديني.. إلا..!!
بل كيف مات .. شارع صلاح الدين؟
كل الخرائط يا فلسطين.. باتت صورتك الجميلة.. والتضاريس القديمة
التي علمتنا اياها كتب الجغرافيا..
ونحن الصغار.. بلاد الأقصى ومرارة الاغتصاب..
ووحشية المعتدي.. وذا ما رضعناه من حليب الطفولة..
وحتى ذاك التاريخ الى هذا الخراب..
ورئة الحياة فيك ممزقة.. وللعدل .. والحب..
ومنابر الصلاة على المشانق علقت..
وفي السجون رصت..
فهل عساك تغفرين؟
(3)
ها نحن لا نكتب.. إلا كلاما..
بعد أن يبست حديقة الأحلام.. وأنت.. من علق أجراس الأمل.. في حلمنا الأبيض
أنك ستنادينا نصلي قريبا في القدس..
وقد طال الحلم.. وظهر الموت.. وحلمنا غارق في مستنقع الكلام..
وأبطالنا.. في سيارات الاسعاف..
وثلاجات الأموات..
ومقابر تكتظ!
وكل إحساس معطل.. وكل ضمير طال رقاده
آه يا فلسطين الضائعة.. في الزمان والمكان..
تستنجدين بمجد مضى.. للخيول الراكضة في حطين
وما هناك.. إلا.. موت يذيع..
وانهزام مريع...!!
وتربتك أيتها الغالية.. لا يخرج منها الزيتون صارت تنز بالدم
وليس .. الا كلام..
ونصف كلام..
فهل عساك تغفرين؟