سأفتقدك جداً
حين تتساقط الأمطار
وتملأ رائحة الأرض المكان
وارتجف برداً
وارتجف شوقاً
وارتحف رعباً
ويشتد حولي الشتاء
سأفتقدك جدا
حين يشتد خريف العمر
وتذبل أوراق أيامي
وتتساقط اسناني
واسير على ثلاث
وتغزو ضفائري الثلوج البيضاء
سأفتقدك جداً
حين ياتي الليل بلا صوتك
وبلا طيفك
وبلا دفئك
وابحث عنك في رداء المطر
واغفو كالطفل الجريح
فوق صدر المساء
سأفتقدك جدا
حين يمد لي احدهم ذراعيه
وينتشلني من بحر أحزاني
ويمنحني أجنحة جديدة
ودماء جديدة
وحياة جديدة
ويسال قلبي عنك بخجل
وتحن إليك في عروقي الدماء
سأفتقدك جداً
حين اتناول طعامي
ولا اجدك في المقعد المقابل
ولا المقعد المجاور
ولا البعيد
واجلس وحيد
تحاصرني عيون الأشقياء
سأفتقدك جداً
حين اردد أمامهم كاذب
اني نسيتك
وأن امرك ماعاد يعنيني
وان فراقك ماعاد يشقيني
وأني لا اعود في المساء
وأبكيك في الخفاء
سأفتقدك جداً
حين اسير فوق شاطئ البحر
وارسم وجهك فوق طائرات الورق
واعبث برمال الشواطئ
وابحر وحيد إلى مدن العشق
واطارد طيفك كالمجنون فوق الماء
سأفتقدك جداً
حين اعترف بيني وبين نفسي
بأن الراسائل التي احرقتها احرقتني
وبأن الهدايا التي كسرتها كسرتني
وبأن البقايا التي قتلتها قتلتني
وبان مشانق النسيان التي اعددها لك
وحدي انتهي تحتها في المساء
سأفتقدك جداً
حين يسألني عنك قلبي واصمت
ويسألني عنك عقلي واصمت
ويسألني عنك ليلي واصمت
ويسألني عنك جداري واصمت
ويسألني عنك هاتفي واصمت
واتحول إلى قالب من الثلج
يقتات الصمت بكبرياء
سأفتقدك جداً
حين اكتشف أنكي المراة الوحيدة
التي اثارت جنوني
واثارت رعبي
وأثارت غيرتي
ومنحتني القدره على الحب
وشيدت لي مدينة من الثلج
فوق خط الاستواء