لم تترك الثورة الاجتماعية الاخذة في الاتساع والتعمق في اسرائيل مجالا الا
واطلت عليه بثقلها حتى وصلت اليوم الى المؤسسة العسكرية ذات الحرمة وشبه
القدسية والتي تستهلك اضخم ميزانية في اسرائيل قياسا مع بقية القطاعات
الاجتماعية والاقتصادية الاخرى حيث تصل نسبتها من مجموع الدخل القومي الى
اكثر من 20% .
رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بني غنتس حاول اليوم "
الاحد " خلال حديث له امام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست استباق
الامور واظهار الجيش الاسرائيلي كمؤسسة ذات روح اجتماعية وذلك من خلال
اعلانه الاستعداد للتنازل عن بعض المنظومات المتطورة لتحويل مخصصاتها لحل
قضايا اجتماعية واقتصادية مع تاكيده على عدم استعداد الجيش للتنازل عن
جهوزيته .
ونقل موقع هارتس الالكتروني عن غنتس قوله " تقليص ميزانية
الامن سيؤدي بكل تاكيد الى خفض قدرات الجيش على اعطاء الردود العملية لما
هو مطروح امامه من تحديات لذلك سنعرض كل الاحتياجات مقابل التحديات ولكننا
سنقبل نهاية الامر أي تقليص مع ضرورة الاخذ بالحسبان بأننا نعيش في مرحلة
من عدم الاستقرار وعدم اليقين حولت المنطقة وكذلك التهديدات الى اكثر جدية
لهذا لا يمكننا التنازل عن جهوزيتنا وبراعتنا ".
وتطرق غنتس خلال
الاجتماع الذي عقده لجنة الخارجية والامن في مقر هيئة الاركان في تل ابيب
لوداع قائد القوى البشرية في الجيش الذي سينهي مهامه قريبا الى استعدادات
الجيش الاسرائيلي لمواجهة استحقاق ايلول قائلا " من المتوقع ان تكون منطقة
القيادة الوسطى هي الساحة الرئيسية للاحداث دون ان نستبعد تطور الامور في
المنطقة الشمالية والجنوبية ايضا ".
وتوقع غنتس خروج الاف بمظاهرات
سلمية وغير عنيفة باتجاه نقاط الاحتكاك على جدار الفصل او نحو المستوطنات
والجيش الاسرائيلي لا يمكنه ان يعرض حياة المستوطنين للخطر في مثل هذه
الحالة لذلك شرع بعملية شراء واسعه لابتياع وسائل خاصة لتفريق المتظاهرين
اضافة الى حملة استخبارية كبيرة بهدف جمع المعلومات حول كل ما يتعلق بهذا
الامر وما يدور على صفحات الفيسبوك .