أجلْ إنّي من القدس وفيها قد نما غرسي
جذوري في عروق الصخر في الصّلد، وفي الملس
ومن كنعان بي نبضٌ ومن عدنان، من قيس
من الماضي، من الحاضر من يومي، ومن أمسي
عريق المجدِ والأنساب مشدودٌ إلى الشمس
بها أختالُ في الدنيا وأمشي رافع الرأس
أنا أعطيتها عمري فداً، أسكنتها حسّي
أنا غنّيتها شعرا رفيع الوقع والجرس
أنا منها وإن غرقت ببحر الهمّ والبؤس
أنا منها وإن حطّت عليها راية البؤس
دمي هذا الذي يجر ي لها متدفّقَ البجس
أنا منها وأفديها أنا بالمال والنفس
ولا أرضى لها ذلاّ لمحتلّ ومندسّ
هي القدس وكم ردّ ت من الرومان والفرس
وكم في خاطر التاريخ من قولٍ ومن حدس
عن القدس، وهل أسمى وهل أزهى من القدسِ