كل منا يتخيل أن حبه لمحبوبه لم يصل إليه الآخرين، وهذه قناعتهم وقناعتي أيضاً، ولكن لدي قناعة أخرى أني أحب محبوباتي بطريقة لم يفعلها أحد من قبل لهم…
وحبيبتي هنا هي فلسطين
فأنا فلسطيني الهوى
والدم
والروح
والقلب
والتي كلما أنظر في عيناها استمد منها قوتي..
وكلما تمعنت في صورها استرددت روحي..
وكلما ضاعت مني معاني الرجولة وجدتها هناك.. في قلبها قد أكون لم أتحدث من قبل عن فلسطين، ولا عن ما لها ولأهلها في قلبي من مشاعر، وذلك لأني أشعر دوماً أني أصغر من أن أتحدث عنها، صغر حبة الرمال وسط كثبان الصحراء..
وأحس أني قليل بالنسبة لأهلها، قليلة قلة الرجولة وسط معاني العرب..ولكن فلسطين حبيبتي، والقدس روحي، وأهلها عائلتي، وأرضها بيتي، وحقها في رقبتي، ودمائها التي سالت وتسال من ذنبي، وعيون أطفالها التي تبكي أمطار تغسلني لعلي أفيق، وصراخ الجوعى فيها حق علي أن أجيبه، وعويل النساء نداء ورب الكعبة يوما سوف ألبيه
…
فلسطين وطني الذي لم أعيش فيه، وقبلتي التي لم أركع فيها، وصلاتي التي يوما سأؤديها، ومسرى نبينا وحقه علينا فيها…فلسطين حبيبتي، كلما ضعفت تقويني بإرادتها الحديدية، وكلما يئست أمدتني بآمالها المستقبيلة، وكلما خفت أطعمتني شجاعتها الأبدية، وكلما تراجعت دفعتني بروحها القدسية…فلسطين حبيبتي، فيها رجولتي التي أبحث عنها، وفيها كرامتي التي ضاعت مني، وفيها نوري التائه مني، وفيها نفسي التي فرت عني، وفيها أنا بكل ما أحلم وأتخيل من معاني…
فسلسطيني أنا اسمي فلسطيني
نقشت اسمي على كل الميادين
بخط بارز يسمو على كل العناوين
حروف اسمي
تلاحقني
تعايشني
تغذيني إلى حرب تدك الظلم تزهق روح صهيوني
وترفع في سماء الكون أعلام فلسطيني
وتهدر كلمتي تمضي
فلسطيني
فلسطيني
فلسطيني…