بماذا يفكر ؟
على ماذا سيقبل ، كنت كل يوم أراه في نفس الوضعية
يحمل قلمه وأوراقه ، يسكن بين أغصان الزيتونة تلك
يشكل عالمه الخاص ، يرسم بمعصميه الكلمات يجلس ساعات وساعات
دون ملل أو كلل أو حتى دون أن يغير من وضعيته أو أن يحرك نظره .
اعتاد الجميع على وجوده هناك ، فهناك من قال مجنون ،
وهناك من قال جاسوس ، وهناك من قال عاشق ، وهناك من قال وقال وقال ....
كثر الحديث وكثرت الروايات ، وأنا لم تزل في نفسي تلك النخرة
القوية لمعرفة ما يفعله ذلك الشاب ،
لقد غدا حديث الجميع لفت اهتمام كل من رآه
لم يكن له أصدقاء غير تلك الزاوية والأوراق .
كنت أمر بقربه كل يوم ، أصبح قدرا من يوميات ،
لم أكن ألمح غير تلك الحطة الفلسطينية
الملتفة حول عنقه ولمعان نظارته التي تعكس ضوء الشمس .
اذهبي لا لا تذهبي انتظري غدا أو بعد غد ، كنت هكذا أخاطب نفسي ،
وبعد فترة مررت فلم أجد الشاب ولم أجد زاويته .
فسألت فقالوا : لقد اقتلعت الدبابات تلك الزيتونة ذات مساء ،
ولكنهما لم يقتلعا من أذهان الناس ؟ فهناك البقاء والخلود ....
لحن الخلوود