[size=18][color=greعشية انهيار النظام الاقطاعي الذي دام ما يقارب اربعة قرون و تجريد الشيوخ الاقطاعيين من سلطتهم تمهيدا لتنفيذ الاصلاحات, كانت بعض العائلات التي تقطن مدينة القدس, بسبب موقعها في المدينة, مثل عائلة النشاشيبي وعائلة الحسيني, قد بدأت تنهض في المجتمع الفلسطيني من خلال توظيفها في الدوائر الحكومية الجديدة والقنصليات الاجنبية, وتأخذ مركزا هاما في المجتمع الفلسطيني. وهكذا انتقلت السلطة من الريف إلى المدينة. وكانت عائلتا النشاشيبي والحسيني في ذلك الوقت تابعتين لحزب اليمنية الذي كان يتزعمه ال ابوغوش حتي الستينات من القرن التاسع عشر. اما عائلة الخالدي فكانت تابعة للحزب القيسي الذي كان يتزعمه ال سمحان من العائلات الاقطاعية. ودارت معارك طويلة الامد بين ال ابوغوش وال سمحان واللحام في الخمسينات حول السيطرة على بني حسن. كان زعيم اليمنية حينذاك الشيخ احمد ابوغوش وكان عمره 90 عاما فكلف ابن اخيه مصطفى(المذكور اعلاه, الذي تسلم زعامة النطقة بعد وفاة عمه) بالقيادة العسكرية . كان مصطقى شاب جسور جدا قاد جيشا عام 1853 يضم 10000 مقاتل (قارن بيروتي: قاستمز اند تراديشن, ص 273) وصلت الاضراراثناء تلك الاشتباكات إلى تخريب 20000 غرسة عنب و10000 شجرة زيتون و1000 شجرة فواكه وخسارة 3000 رأس ماشية (نفس المصدر).
وبوفاة مصطفى ابوغوش الملقب سلطان البر انتهت سلطة ال ابوغوش اي في الستينات من القرن التاسع عشر.
في اوائل القرن العشرين اشتهر شخص من ال ابوغوش يدعى سعيد ابوغوش وكان ابن اخ مختار قرية ابوغوش. كان سعيد ابوغوش على خلاف مع عمه المختار, فترك قرية ابوغوش وبنى منزلا له, فيلا حجرية محصنة, في ارض كان يمتلكها (22 الف دونم بين ابوغوش والرملة) بالقرب من قرية القباب. استعمل ابوغوش على تصميم عزبته مهندسا ألمانيا. تزوج ابوغوش من ابنة جنرال تركي صديق للعائلة كان يقطن قرية القباب. استعان الشيخ سعيد ابوغوش بمئات من الفلاحين من القرى المجاورة لفلاحة اراضيه وتربية الغنم والخيول. عرف ابوغوش بتدينه ونبل اخلاقه ووطنيته وحبه للفلاحين, الذين كان يعتبرهم اصحاب الأرض الحقيقيين, ومساعدته لهم. وقدم حمايته لجميع القرى المجاورة دون مقابل. وروي عنه أنه اسس "سبيل" ماء كان موقف المسافرين والمارين إلى القدس عن طريق الرملة. كما روي عنه انه كان يفطر في رمضان مع الفلاحين يستمع اليهم ويلبي جميع طلباتهم ولا يرفض لهم طلبا في شهر رمضان قط. فكان من اراد الزواج ولم يقدر على أجر المهر ينتظر رمضان ليطلب طلبه وكان ابوغوش يزوجه ويقدم له بيتا هدية له. عرف أيضا عن ابوغوش أنه كان بشتري الاراضي المعروضة للبيع كي لا تقع في ايدي اليهود. كان يبعث وكيله للبحث عن الفلاحين الذين اجبرتهم الظروف على بيع اراضيهم وكان يحاول اقناع الفلاح بالا يبيع ارضه وان أصرعلى البيع اشترى الأرض منه واحيانا كان يؤجر الأرض للبائع بثمن زهيد. كان معروفا عن اليهود انهم يخططون لاقامة دولة يهودية على الاراضي الفلسطينية. وكان الشيخ ابوغوش يرى أن الإنكليز هم العدو الأصل. فكان يساعد كل من حاربهم بالمال والسلاح. توفي الشيخ سعيد ابوغوش عام 1936 ودفن في عزبته.
ابوغوش بعد النكبة في عام 1948 عام " النكبة" هرب اهالي القرى والمدن في جميع انحاء فلسطين من ديارهم خوفا على االأطفال والنساء بعد ان شن مجموعات مسلحة من اليهود هجومات ارهابية عنيفة على الأهالي العزل. كانت المجموعات اليهودية الارهابية (الهاجانا والارجون وليهي) تشن هجومات همجية على الاهالي العزل وتقتل النساء والاطفال وكبار السن قتلا عشوائيا وكانوا احيانا يدمرون البيوت امام اعين اصحابها.
كان تدمير عزبة سعيد ابوغوش (المتوفى 1936) على ايدي مجموعات الهاجانا في الأول من ابريل 1948. اقتحم اليهود العزبة في فجرذلك اليوم وهددوا أفراد العائلة بالقتل ان تأخروا عن الخروج. ولم يعطى لهم أكثر من ربع ساعة للخروج. فهربت العائلة مشيا على الأقدام باتجاه رام الله ثم الأردن. رحلوا إلى الأردن وبنيتهم الرجعة عندما تنتهي الحرب.
قال شهود عيان ان اليهود اخرجوا محتويات الفيلة قبل نسفها ودمروها تدميرا كاملا بعد ان قتلوا حارسها, ودمروا بئر الماء بالقرب من المنزل في نفس اليوم الذي أخرجت منه العائلة. ودمروا معصرة الزيتون وطاحونة الحبوب فيما بعد كما دمروا المستشفى الخاص للطبيب (ابن المرحوم سعيد ابوغوش المذكوراعلاه), الذي كان له عيادة في مدينة الرملة. ودمرت جميع القرى المجاورة فيما بعد (القباب وابوشوشة وعمواس) في مايو 1948.
أما في داخل قرية ابوغوش فتتابعت هناك موجتان من الهجرة : الاولى, حصلت مباشرة بعد تدميرعزبة ابوغوش وتهجيرالعائلة. ضمت تلك الهجرة هؤلاء الذين كانت لهم علاقة مباشرة مع المقاومة (عقدت اجتماعات سرية للمقاومة الفلسطينية عدة مرات في قرية ابوغوش). هاجروا هؤلاء إلى الأردن ولم يبقى منهم الا الشبان الذين كانوا قد انضموا إلى المقاومة الفلسطينية. اما الموجة الثانية, التي جاءت في اعقاب مذبحة دير ياسين في ابريل 1948 فكانت اكبرعددا وضمت الكثيرين من السكان. ولم يبقى في قرية أبوغوش بعد الهجرة سوى كبار السن ومن لم يقدرعلى الهروب.
وصلت المجموعات اليهودية المقاتلة إلى قرية أبوغوش في السابع من ابريل 1948 بعد ان قصفت الطائرات الحربية الصهيونية قرية ابوغوش لثلاث ليال متتالية, وواصلت طريقها إلى القدس دون اي تدخل عسكري من القرية. كان مختار أبوغوش قد تعهد هو وبعض المخاتير من القرى المجاورة مثل دير ياسين وقرى اخرى بعدم القتال مقابل سلامة اهالي القرية. فاختار المخاتير سلامة اهالي القرية على ان يقاتلوا, لأن القرى لم تكن تمتلك اية آلة دفاعية. كانت المجموعات اليهودية منظمة ومتدربة على القتال وسلاحها متطور, في حين أن المقاومة الفلسطينية كانت عبارة عن افراد متطوعين غير متدربين وغير منظمين وسلاحهم قديم. اتخذ مختار ابوغوش قراره حينذاك بالنيابة عن اهالي قرية.
وبعد أن بعد الجيش اليهودي من القرية اشتبك مع المقاتلين الفلسطينيين بقيادة عبد القادر الحسيني. ودارت معارك عنيفة بين اليهود والفلسطينيين قرب القسطل التي تبعد عن أبوغوش حوالي كيلومتر واحد. واستشهد في معركة القسطل اغلبية المقاتلين كما استشهد قائدهم عبد القادر الحسيني.
بالرغم من أن قرية دير ياسين كانت من ضمن القرى التي وافقت على عدم القتال مقابل سلامة اهالي القرية, تعرضت هذه القرية لمذبحة همجية قام بها اليهود ضد الأهالي العزل. فقتلوا النساء والأطفال واغتصبوا البنات قبل قتلهن وشقوا بطن امرأة حامل في الشهر التاسع وأخرجوا الطفل من بطنها وقتلوه. يبرر اليهود تلك العملية بأن عند عبورهم الطريق إلى القدس اطلق النار عليهم من قبل افراد يبدو انهم من دير ياسين ولهذا حصل ما حصل. كان لمذبحة دير ياسين أثر كبيرعلى أهالي أبوغوش وسيطر الرعب عليهم فقرروا الرحيل خوفا على الأطفال والنساء . تركوا القرية بنية العودة.
وبعد انتهاء الحرب وتثبيت الهدنة حاول أهالي أبوغوش العودة إلى بيوتهم عبر الحدود الأردنية - الفلسطينية. ولكن الكثيرين منهم قتلوا على ايدي اليهود خلال عبورهم الحدود ومنهم نساْء وأطفال. كان اليهود يسمون هؤلاء الأهالى العائدين إلى بيوتهم "متسللين غير شرعيين" ويبررون قتلهم بتلك التسمية .
حوصرت قرية ابوغوش سنة 1949 لمنع اهالي القرية من العودة. وطرد اليهود هؤلاء الذين عادوا إلى القرية. مارس اليهود اجراءات لا انسانية في قرية ابوغوش وأخرجوا "المتسللين" من بيوتهم بالقوة. اعتقل هؤلاء "المتسللون" وتعرضوا للتعذيب وبعد فترة وجيزة نقلوا إلى حدود الأردن واطلق اليهود النارعليهم وهم يعبرون الحدود, فمات اغلبهم. (انظر كتاب بيني موريسو المؤرخ الإسرائيلي). وعاد الجيش الإسرائيلي وحاصر القرية مرة أخرى عام 1950 واعتقل الكثيرين منهم ولم يعرف أحد عن مكان المعتقلين والبعض يعتقد انهم قتلوا.
والان ابوغوش مثلها كمثل القرى العربية الأخرى تخضع لسلطات الاحتلال الإسرائيلية منذ عام 1948. وجميع الاراضي التي امتلكتها العائلة خارج القرية صودرت. ويبرر اليهود مصادرتهم لتلك الاراضي التي تمتلكها عائلة ابوغوش خارج القرية بأنها " أملاك غائب" أو" أراض أميرية". ولم يتبقى ملك لال أبوغوش سوى الأرض التي بنيت عليها البيوت داخل القرية. ويعيش الكثيرون من ال ابوغوش الان في المهجر اغلبهم في الضفة الغربية وفي الأردن ظهر منهم الشهيد ياسر ابوغوش الذي اغتالته القوات الخاصةالاسرائيلية في الانتفاضة عام 1989في مدينة رام الله والشهيد سامي ابوغوش عضو الجبهة الديمقراطية الذي اغتيل هو وزوجته عام 1981 في بيروت.
وفي عام 1950 استولى الإسرائيليون على قرية بيت نكوبة القريبة من قرية ابوغوش ودمروا بيوتها لبناء مستوطنة يهودية هناك. فلجأ اهلها إلى قرية ابوغوش كحل مؤقت. والبعض منهم ما زال يسكن في القرية. وينظر اهالي ابوغوش إلى هؤلاء بأنهم غرباء غير مرغوب بهم في القرية. فأصبح هناك مشاكل مستمرة بين ال ابوغوش وهؤلاء "الغرباء" الذين لا ينتمون إلى العائلة. يقال ان البعض منهم اخذ اسم العائلة عن طريف الرشوة لكي لا يستطع أحد اخراجهم من القرية.وابوغوش الان محاطة بالمستوطنات اليهودية ويسكن ابوغوش الان يهود ايضا. فالوضع الان يختلف عن السابق حيث كان سكان ابوغوش جميعهم ينتمون إلى عائلة واحدة. فمنذ 1950 ليس كل من سكن ابوغوش هو من عائلة ابوغوش وليس كل فرد من عائلة ابوغوش يسكن قرية ابوغوش.