آه يا بحر
في ليلة هادئة وصاخبة في أن واحد............. ينقصها القمر
جلست أشتكي همي وحزني الكبير للبحر
بالأمس كان معي يغني لي ويصاحبني السمر
واليوم بعيد عني يتطاير من قلبي وشراييني الشرر
تبكيك عيني حبيبي كالرعد وتنهال دموعي كالمطر
ونبض قلبي وصراخ أهاتي يشتكي قسوة القدر
مسكين يا قلبي . كيف لك الاحتمال ؟ فبعده عني مر
كلهم حولي يضحكون وليس غيري يشعر بالوحدة والقهر
سأروي قصتي معك وأخفيها بين المرجان في قاع البحر
قصة ثلاث ليال .... كانت لحياتي كالبلسم بل كالسحر
ليال أضاءت فيها السماء ظلمة الليل وفرحة البشر
ثم أخفت ضوءها وأغمضت عينها خجلا حين تلامست الشفاه فكانت لنا ستر
وتشارك صوت الموج والريح ليخفي أنينا قويا حلوا ويعلن أحلى خبر
خبر قيل لحظة تشاركت رئتانا نفس الهواء ورأت عيوننا نفس المنظر
وأغلقنا عيوننا هياما وأحكمت قبضتك على يدي وتشاركت شفاهنا طعم ماء كالسكر
أهديت قلبي حبا أضاء ظلمته ثم......... قتلته حين توجهت للسفر
لم توافق على سفرك وحدك بل سرقت قلبي وعقلي .... أتملك قلبا حجر؟
ألم ترى دمعي وحرقة قلبي ولهفتي للمسك مرات أخر ؟
ألم تسمع صراخ عيوني ترجوك ليلة أخرى ...... فما الضرر ؟
ألم ترى ارتجاف جسمي في وسط الريح..... ورقة شجر؟
أستميحك عذرا لأنانيتي لقد كان لقاءك كشرب الخمر
حرام ..... يعاقب عليه الله ... وله طعم ما في الجنة من ثمر
أه من طول الليالي بفراقك ليتني لم أذق معك حلاوة السهر
أين أنت الآن ؟ ... هل تفكر بي ؟ .. هل لي مكان في القلب والفكر ؟
أم انك تناسيتني بطول الطريق وفكرت أن تعتذر
هل كنت أنا كغيري من النساء نزوة لك ثم ... تبحث عن مفر ؟
أم أنني بعشقي وما أحمله من حب تركت في قلبك أثر؟
أم تركت لقلبي الذكرى ولعيوني أخذت الصور؟
هل سأبقى في قلبك أم أنني سر وخطيئة ستدفنها في قبر؟
أسئلة كثيرة ليتني أعرف الأجوبة فليس لي ببعدك إلا دقائق في العمر
أجمل ليال في عمري مرت بسرعة الضوء بل كلمح البصر
وليلة فراقك مرت كشيخ عجوز هرم يهدف بلوغ أخر الممر
ألقيت بجسمي على فراشك لأقبل وسادتك وأشم لك عطر ..
وذهبت أكتب قصيدتي في مكان اخترناه على الشط ليكون لحبنا مقر
فسكن البحر .. وضعف ضوء القمر ... وحزنت تغاريد الطيور ... وصاح الصخر
وتوقف الزمن ... وحبست الأنفاس لمصير حب هرم ...... قبل أن يصيبه الكبر