بعض الاعترافات أنثرها بين اياديكمـ ...
علي أشعر بالراحه .. ولو كانت قصيره الأمد ..
الاعتراف الأول.. للدحنونة
أيتها الزهرة.. ما أرقّ معانيكِ.. والإحساس بكِ.. أتصدقين أني بتُّ أعتقد أني حقاً أشبهكِ..؟ وأبحث عن وسيلةٍ أخلدك بها رمزاً للعطاء فوق رمزك المتعارف عليه للتضحية؟ ما زلت أستغربُ كيف تعلقتُ بكِ.. ما أروعك منثوره على ارض بلادي ..
الاعتراف الثاني.. لقلبي..
سامحني.. كم أوجعتك حتى تسربت من بين يديّ.. فلم أعد أدري اليوم أين أنت، ولا أين أنا.. كم سمحت للريح أن تذروك، ولم أحمِكَ كما يجب.. لم أحصّنك كما يجب.. كنت أسعد بالسعادة التي أراها على من حولي بك.. لكني لم أعد أعرفُني أو أعرفك.. الحيرة الصارخة في أعماقي لا يعرفها أحد مثلك.. والدرب الطويل في ثنايا الألم، كنت أنت من خاضه.. آن لي أن أمد يديّ إليك من جديد.. لنتصالح يا قلبي.. وأعدك اليوم.. علناً.. أن أحميك..
الاعتراف الثالث.. لمن جرحوني يوماً..
ليس السماح سهلاً.. أبداً.. ولا أدري من أسامح حقاً.. ومن أترك ليقتص لي منه الإله.. لكن أدري أن الوجع يمتد أحياناً.. وأني قد أؤذي نفسي بالنبش وراء أدلةٍ تدعم الجرح، فتعيد إليه اتقاده، كأنه كان بالأمس.. لذا.. إليكم.. سواءً قرأتم أم لا.. سواءً فهمتم أم لا.. سواءً تعاميتم أم لا.. اعلموا أن "الأسى لا يُنسى".. لكني اليوم أقرر.. أن أكتب لكل منكم رسالةً إذا ما فكرت بالألم الذي سببه لي.. قد أرسلها.. قد لا أفعل.. المهم ألا أعود إليكم مرةً أخرى..
الاعتراف الرابع.. لك.. "أياً كنت"..
ما زلت حتى اللحظة أعاني الوحدة.. كانت تهدؤني الرفقة أحياناً.. لكن اكتشفت أن الحلول المؤقتة/الكاذبة/العاجزة/الحائرة/المتشككة/المتسرعة/المغادرة ليست حلولاً.. بل هي مزيد ألم، وفائض عذابٍ، وذكرى تضافُ لترسم غشاوة جديدة فوق عيني.. فلماذا ألجأ إليها..؟ أقرر منذ اللحظة، أن أزيل كل الأغشية.. أن أتخفف من أعباء الذكرى.. وأن أعود للقلم، لأفتح مقبرة الدواوين.. وأخط فيها أشجاني من جديد..
الاعتراف الخامس.. لي..
بعد كل هذا.. ماذا بقي لأعترف لنفسي..؟ أني ظلمتها..؟ أني شتتها..؟ أني رغم كل إنجازاتي، ربما لم أكن حكيمةً دوماً..؟ لا أدري.. لكني أتوق لطفلةٍ كنتها، رغم أني لا أنكر امرأةً صرتها.. أفكر كيف أدمج بين هذه وتلك.. وأرتفع ببصري إلى الله.. يا رب.. أشتاق إليك..
تخونني الدموع حين أتمناها أحياناً.. لكن أدري أنها حين تأتي.. تغسل النفس.. لا أجد الآن دمعاً.. فقد بكيت في الأيام الماضية كثيراً.. حتى بكيت في السيارة ذاك اليوم، ولاحظني شرطي راقبني متأثرأً، وحين اقترب متردداً.. انطلقت بالسيارة كاتمةً شهقاتي.. لماذا كل هذا؟ لا أعرف..
"قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون"
هذا سيدنا يعقوب في حزنه.. وأنا لا أعلم علمه.. لكنني أعلم شيئاً واحداً.. أن أحداً لا يصدق وعده كما الله..
يا رب.. فرجك..
أتمنى أن يعجبكمـ كمــاآ أعجبني ..