[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يصر المواطن عيسى خليل عقيل العواودة (40 عامًا)، من قرية المورق غرب الخليل جنوب الضفة الغربية على العمل وحيداً لتطوير تصميم جديد لسيارة عادية تعمل بالطاقتين الشمسية والكهربائية، بجهد فردي ودخل متواضع.
وأثمر ذلك في نهاية الأمر بتطوير نموذج أولي للمركبة الآلية التي حازت على ترخيص وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية في رام الله بغرض البحث والتجريب.
وبلغت كلفة المركبة التي طورها العواودة حوالي (16) ألف شيقل دفعها من جيبه الخاص، لكنه أصر على دفع تلك التكاليف رغم الحاجة الماسة وتكاليف تعليم أبنائه في المدارس والجامعات.
السيارة بعد إنجاز نموذجها الأولي (صفا)
وحسب العواودة، فإنالالكترونيات من هواياته، حيث وجد من خلال البحث والتجريب فكرة إنشاءسيارة كهربائية الفرصة الأوفر لتخفيف التكاليف المادية التي يدفعها مقابل تنقلاته بين بيته وأماكن عمله وسفره والتي تتجاوز العشرة شواقل يومياً.
وقال :" إن الفكرة ظهرت بعد ذلك كنموذج أولي يطوره عله يلقى الدعم والاهتمام لإيجاد فرصة بديلة للمواطنين الفلسطينيين الذين يدفعون تكاليف باهظة وملايين الشواقل يومياًلشراء الوقود من إسرائيل".
وبيّن أنه حول مركبة من نوع (سوبارو جستي)إلى مركبة ذات ملامح جديدة، وتقنيات عالية، ومحرك جديد، وأصبحت عملية يتنقل بها من منزله إلى مكان عمله يومياً، ويؤدي باستخدامها العديد من المهام الخاصة بالعائلة.
ويعبر في حديثه لوكالة "صفا" عن سعادته بإنجازه، لكنه يعده بداية لمشاريع أكبر خاصة بالمركبات، وتنفيذاً لمخطط قديم حلم به كثيراً حتى وصل الآن للعتبة الأولى فيه والتي تتمثل بمركبته الكهربائية التي يتنقل بها في أنحاء بلدته والقرى والبلدات المحيطة.
مباشرة العمل
اشترى العواودة سيارته التي ينوي تطويرها الكهربائية، وقام بتقليل وزنها وحجمها لتكون مناسبة لحجم المحرك الذي أحضره وقوته.
ويبين بأنه بدأ وأبناءه الذين يدرسون بالصفوف الابتدائية والثانوية عملية التصنيع والتطوير من بدايتها، مشيراً إلى أنه أحضر محركاً كهربائياً يعمل وفق نظام (Dc) الكهربائي (البطارية) بقوة (5) حصان، وبدأ بعدها بالتجارب ومحاولة إنجاز مخططه.
ويشير إلى أن إنجاز فكرته استغرق حوالي ثمانية أشهر، بمعدل ثماني ساعات عمل يومياً، شارحاً بأنساعات العمل كانت تتم بعد عودته من مكان عمله.
ويقول: "اشتريت بعد ذلك لوحة شمسية من(إسرائيل) لعدم تواجدهافي الضفة بكلفة ألف شيقل، ووظيفتها تتمثل في استقبال الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية".
ويضيف أن عمل هذه الطاقة المنتجة يقتصر على الاستخدامات الكهربائية الصغيرة ومحدودة الاستهلاك بالسيارة، كمساحات الزجاج والإنارة وغيرها.
ويشير إلى أن طاقة المحرك يستقبلها من عدد من البطاريات التي يجري تخزينها بواسطة نظام خاص من الكهرباء البيتية.
ويبين أن هناك خلايا شمسية أكبر حجماً من السالفة، يمكن له باستخدامها الاستغناء عن الكهرباء البيتية والاعتماد على الطاقة الشمسية وحدها في كافة احتياجات الطاقة اللازمة لتشغيل مركبته والسير لمسافات طويلة.
لكنه يشير إلى أن هذا النوع من الخلايا الشمسية مرتفع التكاليف ويفوق طاقته المادية، ويرجو أن تتحسن الظروف ليتمكن من تطوير السيارة لتعمل بشكل كامل بالطاقة الشمسية.
سيارة حقيقية
ويؤكد العواودة أن مركبته فعالة وحقيقية، وتصلح للسير على الشارع العام في أي وقت وتحت أية ظروف، بمواصفات لا تقل عن السيارات العادية،وتؤدي كافة التزاماته وحاجة عائلته، دون أية معيقات.
السيارة تكلفت 16 ألف شيقل وتسير بقوة 5 أحصنة (صفا)
وحول المسافة التي تقطعها السيارة، يذكر العواودة بأنها تسير على الكهرباء المخزنة لمسافة تتجاوز 35 كيلو متر، بسرعة تصل إلى حوالي 100 كيلومتر في الساعة.
ويوضح أنه في حال حصوله على خليتين إضافيتين سيتمكن من تصميم نموذج نهائي للسيارة تسير على الطاقة المخزنة لمسافة تتجاوز 70 كيلومتراً.
وتحمل السيارة وزناً يصل لغاية أربعمائة كغم، وهي مصممة لراكبين، ولا تزيد تكلفة الشحن الكهربائي عنشيقلين يومياً مقابل 10 للوقود في السيارة العادية، مقدراً نسبة عملية سيارته المطورة بما يقدر بحوالي (80) بالمئة في مقابل السيارات التي تعمل بالوقود.
أما فيما يخص النموذج المستقبلي لسيارته، فيرى العواودة أن بمقدوره تصميم أي هيكل لسيارة كهربائية تصل سرعتها حوالي (120) كم بالساعة وتسير بمسافة 150-200 كم، باكتفاء ذاتي ومحرك توليد بنسبة 70% و30% على الطاقة الشمسية.
ونتيجة دخله المحدود، اضطر العواودة إلى الاقتصار على هذا النموذج، بانتظار تحسن ظروفه لتطوير النموذج النهائي لسيارته، معولاً على رعاية للمؤسسات الدولية لمشروعه الذي يرى بأنه يستحق الاهتمام على كافة الصعد.
ويدعو من كافة المؤسسات الإعلامية والمؤسسات المعنية إيصال صوته وفكرته للعالم، ليجد من ينظر بعين الجدية لما يقدمه من إسهام لخدمة الإنسانية.
وحول مردود هذا المخترع من ناحية خدماتية، يشير العواودة بأنه مهم من ناحية بيئية فإذا ما طبّق ووجد الدعم فسيكون لهإسهامات على صعيد الحد من التلوث الجوي الذي تعاني منه الشعوب والدول، كما أن تكلفة الاستهلاك قليلة، فضلاً عن سهولة التنقل.